الأحد، 28 نوفمبر 2010

مليون قتيل في حال اندلاع حرب بين الكوريتين

واشنطن (أ ف ب) - سيكون اندلاع حرب في شبه الجزيرة الكورية سيناريو كابوسياً، يسفر عن خسائر فادحة وربما يؤدي حتى إلى استخدام أسلحة نووية، كما يعتبر خبراء ومسؤولون أميركيون سابقون. لكن إمكانية اندلاع حرب جراء الأزمة التي نجمت عن إقدام كوريا الشمالية قصف جزيرة كورية جنوبية الثلاثاء الماضي، ما أسفر عن 4 قتلى، تتضاءل، وامتنع المسؤولون الأميركيون الذين تقلقهم خطورة الرهان، عن طرح مسألة تدخل عسكري حتى الآن. وتستطيع المدفعية الكورية الشمالية المصوبة نحو سيؤول، أن تدك بسهولة خلال أيام الأبراج الزجاجية للعاصمة الكورية الجنوبية، وأن تقتل أعداداً كبيرة من المدنيين، قبل أن تعمد القوات الكورية الجنوبية بمؤازرة الحليف الأميركي إلى استجماع قواها والرد على الهجوم، كما يقول خبراء.

وقال مايكل اوهانلون من معهد بروكينجز “تفيد التقديرات الرسمية لوزارة الدفاع الأميركية إن الانتصار في الحرب يحتاج إلى أشهر، وسيكون ثمنه مليون قتيل أو ما يزيد إذا تم احتساب القتلى والجرحى في آن واحد”.

وأضاف هذا الخبير الذي وضع كتاباً عن تداعيات حرب محتملة “كل ذلك يحصل دون استخدام أسلحة نووية”.

واعتقد الخبراء العسكريون الأميركيون وحلفاؤهم لفترة طويلة، أنه يمكن الانتصار على كوريا الشمالية في حال اندلاع حرب تقليدية. لكنهم يعربون عن قلقهم من طريقة استخدام بيونج يانج لأسلحتها الكيميائية والبيولوجية، وكذلك مخزونها الصغير من الأسلحة النووية، كما قال بروس بينيت الخبير في الشؤون الدفاعية لدى مؤسسة راند كوربوريشن. وأضاف”المسألة الأساسية تكمن في معرفة قدرتهم على استخدام أسلحة الدمار الشامل لديهم بفاعلية”. وتابع “لا تتوافر لدينا في الواقع أجوبة عن هذا السؤال”.

ويشاطر بينيت محللين آخرين اقتناعهم بأن كوريا الشمالية ستتمكن من تثبيت رأس نووية على أحد صواريخها البالستية في غضون بضعة أشهر، ما لم تكن قد أنجزت هذه الخطوة حتى الآن.

وفي ضوء عملية محاكاة أجريت في 2005 لحساب مجلة “ذي اتلنتيك”، اعتبر ضباط سابقون ومسؤولون أميركيون أن على الطائرات الأميركية القيام بأربعة آلاف طلعة يومياً لحماية سيؤول ومنطقتها. ورأى جنرال متقاعد شارك في عملية المحاكاة أن اندلاع حرب سيؤدي في أفضل الحالات إلى سقوط 100 ألف قتيل في سيؤول.

وتعتبر كوريا الجنوبية أن كوريا الشمالية تملك نحو مئة موقع نووي. لكن سلطات بيونج يانج ستنقل في حال اندلعت حرب، أسلحة ومعدات نووية أخرى إلى مواقع غير معروفة أقامت القسم الأكبر منها تحت الأرض.

كما قال بينيت. وإذا اختارت كوريا الشمالية استخدام أسلحة كيميائية ضد سيؤول أو إرسال قوات خاصة مزودة بأسلحة جرثومية، فقد يحمل ذلك الجيش الأميركي على القيام برد كثيف يمكن أن يؤدي إلى حرب نووية. لكن كوريا الشمالية قد تكتفي باستخدام سلاح نووي، على الأرجح قبالة السواحل الكورية الجنوبية، لردع الأميركيين وحلفائهم عن اجتياح أراضيها.



ليست هناك تعليقات:

إرسال تعليق