الخميس، 10 مارس 2011


تاريخ اليوم : 10/03/2011

توقعات اليوم
آخر تحيين في : 10/03/2011 على الساعة 08:00
- طقس مغيم جزئيا على كامل البلاد.
- الريح من القطاع الشرقي قوية نسبيا من 35 إلى 45 كلم/س قرب السواحل وبالجنوب مع دواوير رملية محلية ومعتدلة من 20 إلى 30 داخل البلاد.
- البحر مضطرب.
- تتراوح الحرارة القصوى بين 16 و 20 درجة.

التوقعات ليوم الغد
آخر تحيين في : 10/03/2011 على الساعة 08:00
- سحب عابرة بأغلب المناطق.
- الريح من القطاع الشرقي قوية نسبيا من 35 إلى 45 قرب السواحل وبالجنوب ومعتدلة من 15 إلى 25 كلم/س ببقية الجهات.
- البحر مضطرب.
- تتراوح الحرارة القصوى بين 18 و 22 درجة وتصل إلى 24 بأقصى الجنوب

الأربعاء، 9 مارس 2011

"فيسبوك" يضيف خدمة جديدة للإبلاغ عن حالات المعرَّضين لخطر الانتحار



أعلن موقع التواصل الاجتماعي "فيسبوك" أنه بصدد إطلاق خدمة جديدة هي عبارة عن نظام إنذار يتيح للمستخدمين الإبلاغ عن أصدقاء يعتقدون أنهم يفكرون بالإقدام على الانتحار.

والخدمة هي مشروع مشترك بين "فيسبوك" وجمعية "سامارايتنز" (السامريون) المعنية بتقديم النصح والمساعدة لمن يعانون مشاكل الضيق واليأس، بما في ذلك المعاناة التي قد تؤدي إلى الانتحار.

ونشرت الجمعية نبأ إطلاق الخدمة على موقعها على شبكة الإنترنت، داعية المهتمين إلى الإبلاغ عبر "مركز المساعدة على فيسبوك" عن حالة أي شخص يعتقدون أنه يفكر بالإقدام على الانتحار.

مرحلة تجريبية

فقد ذكرت الجمعية أن عدة أشخاص قد استخدموا الخدمة خلال مرحلتها التجريبة التي بدأت منذ ثلاثة أشهر دون أن ترافقها أي دعاية أو ترويج. وأضافت أنه لم يتم الإبلاغ عن أي حالة كاذبة خلال الفترة المذكورة.

وسيكون بوسع أي شخص ينتابه قلق بشأن صديق له يعاني من هكذا مشاكل أن يملأ بيانا يوضح فيه تفاصيل المخاوف التي تنتابه، ومن ثم يجري تمرير المعلومات إلى القائمين على الموقع، والذين يقومون بدورهم بالاتصال بالأشخاص المعنيين ويسعون لتقديم المساعدة اللازمة لهم.

"عندما يتم الإبلاغ عن حالة ما، يتم تقدير ما إذا كان هنالك ثمة حاجة للاتصال بالشرطة على الفور، أم يتعيَّن إحالتها إلينا"

نيكولا بيكيت من جمعية "السامريون"

ويأتي إطلاق الخدمة الجديدة في أعقاب عدة حالات أعلن فيها بعض من مستخدمي "فيسبوك" عبر الموقع نيتهم بالانتحار

صفحة البلاغات

ولدى الوصول إلى صفحة البلاغات، يُسأل المستخدم عن عنوان صفحة فيسبوك (URL) التي تنشر عليها الرسائل وعن الاسم الكامل للمستخدم موضوع البلاغ، وعن تفاصيل أي شبكة أخرى هم أعضاء فيها.

وبعد الإبلاغ، يتم رفع الرسائل المتعلقة بخطر إقدام شخص ما على الانتحار إلى أعلى المستويات المعنية بالقضية، إذ توجَّه إلى عناية فريق عمليات المستخدمين في الموقع.

وعمَّا يحدث للبلاغ بعدئذ، قالت نيكولا بيكيت من جمعية "السامريون": "عندما يتم الإبلاغ عن حالة ما، يتم تقدير ما إذا كان هنالك ثمة حاجة للاتصال بالشرطة على الفور، أم يتعيَّن إحالتها إلينا".

من جانبه، قال موقع "فيسبوك" إن سياسته تقتضي بإبلاغ الشرطة أوَّل بأول إن كان أحد المستخدمين معرَّضا لخطر أذى جسدي وشيك.

حالة سايمون

"فيسبوك": سياستنا هي إبلاغ الشرطة إن كان أحد المستخدمين معرَّضا لخطر أذى جسدي وشيك.

ويأمل القائمون على الخدمة أن تؤدي الآلية الجديدة للإبلاغ عن حالات الانتحار المحتملة إلى المساعدة بمنع وقوع حالات مشابهة لحالة سايمون باك التي قضت يوم عيد الميلاد الماضي إثر تناولها جرعة زائدة من المخدرات.

وكانت الموظفة السابقة في إحدى الجمعيات الخيرية في مدينة برايتون الواقعة جنوبي بريطانيا قد كتبت على صفحتها على "فيسبوك" بأنها تنوي قتل نفسها.

وقد كتب العديد من أصداقائها، الذين تجاوز عددهم الألف على "فيسبوك"، تعليقات على رسالتها تلك، لكن لم يقم أي منهم بمساعدتها أو بالإبلاغ عن حالتها.

إلاَّ أن جمعية "السامريون" قالت إن إطلاق النظام الجديد لم يأتِ استجابة لحالة خاصة بعينها، بل جاء ليرفع حالة الوعي لدى الناس بشأن السبل التي يمكنهم بها الحصول على المساعدة.


الثلاثاء، 8 مارس 2011

خاص: رضا قريرة يكشف لـ «الشروق»: هكذا خطّط السرياطي للإنقضاض على السلطة


تونس ـ الشروق :
على امتداد أكثر من شهرين، تتالت الروايات والتأويلات لما جدّ من أحداث مثيرة أيام الثورة (قبل وبعد 14 جانفي) خاصة في ما يتعلق بالدور الذي لعبه الجيش الوطني آنذاك، وايضا بدور الامن الرئاسي ومديره علي السرياطي.. اضافة الى ملابسات يوم هروب بن علي وملابسات تسلّم الغنوشي ومن بعده المبزع الحكم، فضلا عن الكلام الكثير الذي قيل حول الجنرال رشيد عمار.
حقائق عديدة مازال التونسيون ينتظرون على أحر من الجمر الكشف عنها في ظل اختيار الحكومة المؤقتة الصّمت وفي ظل تواصل التحقيقات القضائية حول ما جدّ من أحداث.. وهو ما فسح المجال واسعا أمام الاشاعات والتأويلات.
... في خضم كل هذا، اختارت «الشروق» الكشف عن بعض الحقائق المخفية من خلال لقاء حصري مع السيد رضا قريرة الذي كان أيام اندلاع الثورة والى حد يوم 27 جانفي الماضي وزيرا للدفاع الوطني.
الاتصالات بـ«سي رضا» انطلقت في الحقيقة منذ مدة، لكنه فضّل انتظار مرور بضعة أشهر للحديث الى وسائل الاعلام، في انتظار ان يأخذ القضاء مجراه الطبيعي في التحقيق في ما جدّ من أحداث... غير أنه أمام تكاثر الروايات والإشاعات التي قد تشوّه تاريخ الثورة وتزيد في ادخال الشكوك والبلبلة لدى الرأي العام، قبِل وزير الدفاع السابق في عهد بن علي بإزاحة الغموض حول ملابسات تلك الفترة الصعبة في حدود ما بلغ الى علمه من معلومات وفي حدود ما تسمح به حرية التصريحات الصحفية بالنسبة الى مسؤول حكومي سابق وأيضا دون التدخل في عمل القضاء في هذا المجال.
الجيش يتدخل
عاد بنا السيد رضا ڤريرة في بداية حديثه الى الليلة الفاصلة بين الخميس 6 والجمعة 7 جانفي.. كانت الثورة المباركة آنذاك في أوجها خاصة بالمناطق الداخلية للبلاد، وكان كل شيء يوحي باهتزاز عرش بن علي.. في تلك الاثناء «قرر الرئيس السابق ضرورة مساهمة الجيش في حفظ الأمن بالمناطق الداخلية وهي مهمة أوكلها القانون للمؤسسة العسكرية» يقول رضا ڤريرة، وهو ما تم فعلا...ويوم الاحد 9 جانفي، قرر بن علي تعميم نشر الجيوش بكامل تراب البلاد... «اتصل بي الرئيس السابق على الهاتف صباح الاحد وأعلمني بقراره هذا ودعاني الى التوجه مباشرة الى مقر وزارة الداخلية لحضور اجتماع تنسيقي في الغرض مع وزير الداخلية رفيق بلحاج قاسم» يضيف المتحدث.
السرياطي «يحكم بأحكامه»
توجه وزير الدفاع السابق الى وزارة الداخلية رفقة ضبّاط سامين من الجيش الوطني واجتمعوا مع وزير الداخلية واطارات عليا ومسؤولين بالامن الوطني والحرس الوطني، وكان من بين الحضور مدير الامن الرئاسي سابقا علي السرياطي.. ويقول محدثنا في هذا المجال «اكتشفت بكل استغراب وذهول وحسرة ان السرياطي هو الذي كان خلال ذلك الاجتماع الهام والطارئ، يتولى مهمة التنسيق الرسمي لعمليات حفظ الامن بين الداخلية والدفاع.. فالامر يتجاوز صلاحياته وتساءلت في قرارة نفسي كيف يمكن للمؤسسة العسكرية ان تتلقى أوامر من مدير الامن الرئاسي، وهو ما لم يحصل أبدا في تاريخ وزارة الدفاع... فالتعليمات لا يمكن ان يتلقاها الجيش الا مباشرة من رئيس الجمهورية القائد الأعلى للقوات المسلحة او من وزير الدفاع».
...ويقترح أموالا!
لم يتوقّف ذهول رضا ڤريرة في الاجتماع عند ذلك الحد إذ يضيف قائلا: «سمعت السرياطي في الاجتماع يتحدث عن إسناد أموال لبعض الأطراف... وفي الحقيقة لم أتبيّن من المقصود بتلك الأموال هل هم مواطنون أم أعوان أمن أم أعوان الأمن الرئاسي أم أطراف أخرى... وعبّرت علنا في الاجتماع عن رفضي لهذه الطريقة في العمل في سبيل حفظ الأمن، وهذا بشهادة كل من حضر ذلك الاجتماع».
...ويأمر ضباط الجيش
مباشرة بعد الخروج من الاجتماع، نبّه وزير الدفاع الضباط العسكريين بضرورة عدم تلقي أية أوامر من السرياطي، وهو ما حصل فعلا... فقد كان السرياطي يتصل بهم في تلك الأيام أكثر من مرّة، لكن كل أوامره كانت تُنقل إلى وزير الدفاع ليقرّر في شأنها ما يراه بعد الاتصال برئيس الجمهورية لأخذ رأيه فيها، وهذا هو المعمول به حسب القانون.
ويؤكد رضا ڤريرة أن عملية حفظ الأمن بصفة مشتركة بين قوات الأمن والجيش الوطني انطلقت بصفة فعلية صباح الاثنين 10 جانفي، وبذل مسؤولو الأمن وضباط الجيش مجهودات كبرى في هذا المجال وهي مجهودات متواصلة إلى اليوم.
رشيد عمّار... والتدخل الأجنبي
تواصل التنسيق الدقيق بين الأمن الوطني والجيش في حفظ الأمن على امتداد تلك الأيام العصيبة... كانت الثورة الشعبية تتصاعد شيئا فشيئا في أغلب أنحاء البلاد، وفي الأثناء، يقول «سي رضا» سَرت تلك الإشاعة «الثقيلة» في الـ«فايس بوك» التي تقول إن الرئيس المخلوع أمر الجيش بإطلاق النار على المتظاهرين لكن الجنرال عمار رفض ذلك وهو ما أدّى حسب الإشاعة المذكورة إلى عزله عن العمل وإيقافه ووضعه تحت الإقامة الجبرية... وهناك من ذهب حد القول أنه أُعدم...
«كل ما قيل في هذا المجال لا أساس له من الصحة... حيث أن الجنرال عمار كان انذاك يباشر عمله بشكل طبيعي وعادي.
ومن جهة أخرى برزت في تلك الأثناء (وحتى بعد 14 جانفي) رواية تفيد بوجود اتصالات كبرى بين وزارة الدفاع الوطني ممثلة في الوزير وفي الجنرال عمار من جهة وبين أطراف أجنبية للنظر في مسألة تولي الجيش الحكم في البلاد.
وفي هذا المجال يقول رضا ڤريرة «أقول للتاريخ إنه لم يحصل بيننا وبين أي طرف أجنبي، سواء من الخارج أو عبر السفارات الأجنبية ببلادنا أي اتصال أو حديث خلال تلك الفترة... ولا أدري إلى الآن من هو الطرف الذي يقف وراء مثل هذه الإشاعات».
السرياطي يحذّر من فراغ «رئاسي»!
مرّت الأمور على ذلك النحو من الحفظ المشترك للأمن بين الجيش والداخلية أيام الاثنين والثلاثاء والأربعاء والخميس (من 10 إلى 13 جانفي).. ومساء الخميس وعندما كان الجميع ينتظرون الخطاب الأخير للرئيس المخلوع، اتصل علي السرياطي هاتفيا بوزير الدفاع، ليطلب منه «تحرك الجيش بأكثر فاعلية لأننا قد لا نجد أي رئيس للبلاد غدا في قصر قرطاج» (والكلام للسرياطي).
ويعترف محدثنا رضا ڤريرة أن كلام السرياطي شغله كثيرا وأثار فيه عدة نقاط استغراب وتساؤلات... ولم يأخذ ـ على حد قوله ـ كلامه مأخذ الجد لأن تدخل الجيش كان انذاك في المستوى حسب الإمكانات المتوفرة ولا يمكن أن نطلب منه أكثر ولا يمكن أن نطلب منه «مزيد الفاعلية» لأن ذلك قد يعني إراقة الدماء، وهو ما لم يكن في حسابات القوات العسكرية أبدا.
الأمن يسلّم السلاح للجيش...
في حدود الساعة الثامنة من ليلة 13 جانفي علم وزير الدفاع عن طريق أحد الضباط العسكريين أن بعض أعوان الشرطة والحرس بصدد تسليم أسلحتهم للثكنات العسكرية... ويقول السيد رضا ڤريرة في هذا المجال «استغربت الأمر ودعوته لعدم قبول أي سلاح تفاديا لإمكانية الوقوع في مؤامرة قد يقع فيها اتهام الجيش من الغد بأنه افتك السلاح من أعوان الأمن...
وأعلمت الوزير الأول الغنوشي بالأمر فدعاني إلى إعلام وزير الداخلية أحمد فريعة وهو ما تم فعلا لكني لم أرتح لذلك.. ومن الغد في حدود السابعة والنصف صباحا (من يوم 14 جانفي) اتصلت بالرئيس المخلوع وأعلمته بمسألة تسليم السلاح وبتخوفي منها ومن إمكانية حصول مؤامرة فحاول تهدئتي وقال لي لا تهوّل الأمور إن أعوان الأمن فعلا خائفون من إمكانية افتكاك سلاحهم من المواطنين وأنه لا بد من حفظ ذلك السلاح حتى لا يُلقى به في الشارع ويحصل عليه المواطنون وتصبح المسألة خطيرة...
وواصلنا قبول السلاح من أعوان الأمن في الثكنات».
ويعترف السيد رضا ڤريرة أن كلام بن علي انذاك لم يكن يوحي بأن أمرا غير عادي يحدث صباح ذلك اليوم (14 جانفي) إلى حين حلول منتصف النهار...
هليكوبتر فوق قصر قرطاج!
في حدود منتصف نهار 14 جانفي، يقول وزير الدفاع السابق اتصل بي بن علي هاتفيا وكان شبه مرتبك ليسألني عن سر طائرة الهليكوبتر التي ستأتي إلى قصر قرطاج وتقتل من فيه بالقنابل!
ويقودها أعوان أمن ملثمين! استغربت من الأمر وأعلمت (وهذا يعلمه هو جيدا بحكم معرفته العسكرية والأمنية) أن طائرات الهليكوبتر العسكرية في تونس لا توجد إلا تحت تصرف الجيش، وأن الجهاز الأمني ليست له طائرات وحتى عندما يطلب استعمال الطائرات العسكرية لبعض المهمات فإن ذلك لا يكون إلا بإذن كتابي من وزير الدفاع، وهو ما لم يحصل في ذلك اليوم... وراجعت قيادة جيش الطيران للتثبت واتضح أن ذلك غير صحيح، وأعدت الاتصال مجددا بـبن علي لأنفي له هذه الرواية ولأسأله إن كان فقد الثقة في الجهاز العسكري... عندئذ أجابني بأن ثقته في الجيش لم تتغيّر وقال لي بالحرف الواحد «شبيه السرياطي يخلوض مَالاَ» في إشارة إلى أن السرياطي قد يكون هو من أعلمه بحكاية هذه الطائرة... وبعد ذلك بحوالي ربع ساعة اتصل بي مجددا وطلب مني إرسال الجنرال عمّار إلى مقر وزارة الداخلية ليتولى هو مهمة التنسيق الأمني بين الداخلية والدفاع في حفظ الأمن، وهو ما تم فعلا في ذلك اليوم وهي المهمة التي يضطلع بها إلى اليوم».
هروب بن علي ومكالمة غريبة
عشية 14 جانفي، كانت المظاهرة الحاشدة والتاريخية التي شهدها شارع بورقيبة بالعاصمة في أشد ذروتها خاصة أمام وزارة الداخلية... في تلك الأثناء، وتنفيذا لأمر الرئيس المخلوع توجه الجنرال عمار إلى مقر الداخلية مرفوقا بضباط عسكريين مسلحين لمباشرة مهمة التنسيق الأمني بين الجيش والشرطة والحرس في حفظ الأمن.
وبالتوازي مع ذلك، كانت تدور أشياء أخرى بقصر قرطاج، اعترف محدثنا رضا ڤريرة بأنه يجهل تفاصيلها.. حيث لم يعاود الرئيس المخلوع الاتصال به مجددا...
وفي حدود الساعة الخامسة والنصف مساء اتصلت به قيادة جيش الطيران لتعلمه أن بن علي غادر البلاد من المطار العسكري بالعوينة على متن الطائرة الرئاسية منذ حوالي دقيقة...
إيقاف السرياطي
بعد ذلك مباشرة يقول السيد رضا ڤريرة اتصلت بضابط عسكري سام في المطار وسألته عن علي السرياطي، فأعلمني انه موجود رفقة مدير التشريفات بالمطار فطلبت منه ايقافه فورا وتجريده من سلاحه ومن هاتفه الجوال واخلاء سبيل مدير التشريفات وهو ما تم فعلا.. كان قرارا صعبا حسب محدثنا لكنه كان على حد قوله في محله لأن الأمر يتعلق بحماية تونس أولا وقبل كل شيء، بعد هروب رئيسها.
ويضيف وزير الدفاع السابق أنني بعد إيقاف علي السرياطي وبعد إقلاع الطائرة بحوالي 5 دقائق فوجئت بمكالمة هاتفية على هاتفي الجوال.. كان رقم المتصل غريبا ومتكونا من عدة أرقام، رفعت السماعة فإذا بالمخاطب الرئيس الهارب.. كان كلامه متقطعا وثقيلا على غير العادة.. كان شبيها بكلام شخص سكران او تحت تأثير مخدّر او اي شيء آخر وكان لسانه يدور في فمه أكثر من مرة قبل ان ينطق... قال لي في البداية «معاك الرئيس!! ثم أضاف «أنا في الطيارة» وبعد ذلك انقطعت المكالمة وانقطع الخط تماما، ولم أعرف الى حد الآن سرّ تلك المكالمة وسرّ تلك الطريقة التي كلمني بها وسر انقطاع الخط».
بعد ذلك يضيف رضا ڤريرة «اتصلت بالوزير الاول محمد الغنوشي لإعلامه بمغادرة الرئيس البلاد فقال لي انه على علم بذلك...ثم أعلمته بإيقاف السرياطي فاستغرب الامر وسألني لماذا أوقفته، ثم اتفقنا على ان أشرح له الامر في ما بعد وليس بالهاتف وسألته عن مكان وجوده فأعلمني أنه أمام الباب الرئيسي لقصر قرطاج...»
فكيف ستتطور الأمور بعد ذلك في قصر قرطاج وفي وزارتي الدفاع والداخلية؟ وفي المطار العسكري بالعوينة مباشرة بعد مغادرة طائرة الرئيس «الهارب»؟ وكيف تم الاتفاق على تولي السيد فؤاد المبزع الحكم عوضا عن الغنوشي؟ ذلك ما سنكتشفه غدا في الجزء الثاني من هذا اللقاء مع السيد رضا ڤريرة.